ما هى السعادة

اهي السعاده ؟؟..................................




والجواب قطعا صعب وليس سهلا البته .



لكنها محاولة اجتهاديه عاشق من نار للاجابة علي هذا السؤال المبهم ، وهي اجابه ، وكما هي العاده ، لاتخلوا من سفسطه فكريه ، كنت ولازلت وسابقي اعشقها .




وعلي طول اقول برايي المتواضع ، ان السعاده هي ان يطيق الانسان نفسه ، كيفما كانت ، وكيفما كان مابداخلها ، ولايهرب منها الي مهرب او ملجا اخر .




لكن ،،،




مامعني ان (( يطيق الانسان نفسه )) ؟؟!!!.




هيا ،،، بنا ،، معا ،، لنبحر في رحلة بحريه بريه داخليه الي اعماق الانسان ، هذا المخلوق الذي شغلني وشغل غيري منذ بدء الخليقه .




ان الانسان مكون من مجموعة من العادات .



والعادات ان اردنا تعريفها ببساطه فاننا نقول ، انها اعمال مكرره يقوم بها الانسان دون ان يكون مضطرا للقيام بها ، الا انها تعطيه مشاعر ايجابيه يرتاح لها .




والمشكله الازليه هي هذا التناقض الرهيب والداخلي في هذا المخلوق العجيب الانسان .




فالعادات التي يسلكها الانسان قد تكون ضارة مدمرة له ، وفي احسن الاحوال قد تكون لاتنفعه ابدا ، وان كانت لاتضره .




الا انها تعطيه مايحلم به ويسعي اليه كل انسان وهي المشاعر الايجابيه الطيبه . وان شئنا الدقه اكثر واكثر ، فاننا نقول انها تبعد عنه هذا الشعور الداخلي الغريب الملحاح بالضيق ، وتمنحه حفنة من مشاعر ايجابيه يرتاح اليها ويسعد ويهنا بها .







ويجب ان نعلم انه حتي العادات الايجابيه قد تؤدي الي غياب الانسان عن نفسه الداخليه الخفيه .




ومن اغرب غرائب وعجائب التناقض الداخلي للانسان ، هذا المخلوق العجيب الغريب ، انه يقوم متحمسا باداء الاعمال التي قد تضره او التي قد لاتكون نافعة له ، بحماس وحب ورغبه ، لانها تعطيه مشاعر ايجابيه ، ولايقوم بالاعمال التي تنفعه وتكون مفيدة له ، لانها تعطيه مشاعر بالضيق والانزعاج !!!.




ان حقيقة الانسان الخفيه ، والتي يهرب منها كل انسان ، ولايستطيع مواجهتها ، انما هي تختبئ وراء جدار صلب ، هو العادات التي تعطيه مشاعر ايجابيه يرتاح لها ، وتخلصه من هذا الوحش الداخلي المتوحش ، والمسمي بالشعور بالضيق .




الكثير ، والكثييييييير جدا ، من النساء في عالمنا العربي والاسلامي والعالم اجمع ، علي سبيل المثال ، يمارسن عادة هي في غاية السوء ، وهي عادة الشراء دون حاجه .




المراه عندما تمارس هذه العاده ، وبعضهن يسمينهن هوايه !!!، انما يمارسنها للحصول علي مشاعر ايجابيه تريحهن بعض الوقت ، وتخلصهن من الوحش الداخلي المفترس اللذي لايطاق وهو الشعور بالضيق .




وسر(( السعاده ))التي تشعر بها المراه عندما تشتري شيئا جديدا ، انما يكمن في تلك القضيه الفلسفيه الازليه الخطيره ، قضية تاثير الماده علي النفس البشريه .





لناخذ مثالا لامراة افتراضيه من خلالها نحاول ان نوضح معني (( ان يطيق الانسان نفسه )) .




امراه لديها مجموعه من العادات التي اعتادت القيام بها ، مثل الجلوس بالساعات مع صويحباتها للتحدث في الفاضي والمليان ، ومن ثم الجلوس بالساعات امام التلفاز ، ومن ثم تختمها بالذهاب الي التسوق وشراء مالاتحتاجه .ثم قراءة الصحف التي سبق وقراتها عدة مرات قبل هذه المره .





هذه المراه انما تقوم بهذه الاعمال فقط لانها تمنحها مشاعر ايجابيه ترتاح لها ، ولانها تعتبر بمثابة الملجا والمهرب لها من الوحش الداخلي المسمي بالشعور بالضيق .



ما الذي يحدث ياتري لو ان هذه المراه قد قررت انه عندما تاتيها الرغبه في الشراء او مشاهدة التلفزيون فانها لن تسايرها ولن تلبي ندائها ، لمدة اسبوع مثلا ، بل انها قررت ان تجلس بمفردها في غرفتها دون عمل ودون استبدال عاده بعادة اخري ، بل تجلس وحدها تماما ، دون ان تنشغل او تتشاغل باي شئ اخر .




المساله ليست سهله ، لكن كم هي جميلة ورائعه المحاوله .



عندها ستظهر النفس الحقيقيه الخفيه المختفيه خلف تلك العادات وماتعطيه من مشاعر ايجابيه .




ان الانسان ، كما قلنا ، يختبئ خلف عاداته ، وما ان يتخلي عن هذه العادات ، تماما ، فان حقيقته ونفسه سوف تظهر وتطلع وتبان .




ولكن من الذي يستطيع ان يواجهها ويعيشها ، ويستقبلها ويتقبلها كما هي دون ان يغيرها او دون ان يعدلها او يبدلها .



من الذي يستطيع الا يهرب من نفسه ، الي أي مهرب اخر ، فيبقي مكانه لاينشغل ولايتشاغل عن حقيقة نفسه واعماقه الداخليه الخفيه .




ان هذه الطريقه فعاله تماما لكشف نفسك الداخليه ، لكن ان اظهرت مابداخلك فلاتهرب منه فزعا الي متابعة المسلسل الفلاني والعلاني او الي أي مهرب اخر.




ان وقف العادات التي اعتادها الانسان ، ووقف الغرائز والشهوات والرغبات والهوايات والطلبات ، والتحكم بندائها ، وايقاف تلبية نداءاتها لفترة من الزمن ولو محدوده ، لكفيل بان يكشف لنا انفسنا ومابداخلها ومايختبئ بها .




عندما فرض الله عزوجل صيام رمضان فانه سبحانه قد فرضه لحكمة بالغه وعظيمه .




فالله عزوجل يريد ان يقول لنا : قف ، ايها الانسان قف عن الاسترسال والتدفق والاستمراريه بحياتك الشهوانيه ، قف عن حياة العادات التي تهرب اليها مما بداخلك ، قف ، ان الجوع والعطش ووقف الجنس ، ومسك اللسان ، سيجعلك تضطر ان تجلس لوحدك ، منعزلا ، لان الجوع والعطش وهجر الزوجه والكلام الغير ضروري ، ووقف العادات الاخري تماما مع العزلة التامه ، فانه سيكشف نفسك امام نفسك ، نفسك التي تركض وتركض لتغطيتها طيلة احدي شهرا من السنه دون توقف ، الان في رمضان قف واكشف عما بداخلك .




في رمضان وانت تعاني الجوع والعطش ومسك اللسان والتوقف عن الجنس ، وعندما تجلس لوحدك ، دون أي عمل ، عندها ستظهر نفسك الخفيه باجلي صورها ، عندها في هذه الحاله ، هل تستطيع الاستمرار في الجلوس لوحدك ام تهرب الي المسلسلات وغيرها من مهارب .




الا ان الحاصل للاسف الشديد ان صيام رمضان ينتفي منه هذا الهدف الحقيقي العميق ، وبدلا من ان نجعل الجوع والعطش ووقف الجنس والكلام يكشف انفسنا ومابداخلنا ، الا اننا نهرب الي مهارب وملاجئ اخري وهي التلفزيون والمسلسلات الهابطه ، والفوازير ، وغيرها وغيرها ،،،لتسرقنا تماما من انفسنا ، ولتغيب وتذوب وتنصهر حقيقتنا الداخليه التي اراد الله عزوجل منا ان نكشفها في المسلسلات واحداثها وسخافتها ، فتضيع فرصة لاتقدر بثمن لكشف انفسنا ومابداخلنا وما في اعماقنا .




ان الله عزوجل يعاقب من يغضب عليهم بان ينسيهم انفسهم . وان من يعرف نفسه فانه حتما سيعرف ربه .




عندما تترك كل عاداتك التي تختبئ حقيقتك الداخليه الخفيه خلفها ، عندها فانك ستكشف نفسك ، وكيفما كانت ، فان انت استحملتها وكنت (( مطيقا )) لها ، فانك سعيد باذن الله .




لاسعاده ابدا ، برايي ، الا بان تطيق نفسك .



ان البحث عن السعاده في العالم الخارجي امر خادع ومخادع ، ان من الغلط البحث عن السعاده في التسالي ووسائل الترفيه والقنوات الفضائيه والهوايات ، ومجالس الكلام الفاضي ، وقراءة الصحف ، او التسوق والشراء ، وماالي ذلك من اعمال تافهه عديمة الجدوي والنفع .




ان ذاتك ، نفسك الداخليه ، والمختبئة هناااااك خلف العادات والتسالي ، يجب ان تتقبلها ، لاتعمل علي تصنعها او تزييفها او تزيينها ،اياك ان تشكلها باي شكل او تحبسها باي قالب ، اياك اياك اياك ان تفعل ، انت هنا والحال هكذا ، انما تخادع نفسك ، ولن تكون سعيدا اومرتاحا ، لانك تتصنع ، مهما كان الشعور اللذي سينتابك عندما تكشف ذاتك الداخليه ونفسك ، وكيفما كانت هذه النفس الداخليه ، فتقبلها وعشها واستشعرها ، كما هي ، فهي سعادتك .






ان من يطيق نفسه لايمكن الا ان يكون سعيدا . وان من لايطيق نفسه ، لايمكن الا ان يكون تعيسا ، ضائق الصدر ، لايستغني ، ابدا ابدا ، عن العالم الخارجي .




السعيد هو من يطيق ذاته ويحتملها .

شكرا يا يويو تسلمى


التوقيع : موشو

مشكورررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر